web analytics
الرئيسيةحلول

النيات تحول العادات والأعمال الى عبادات كيف يتم ذلك ؟

النيات تحول العادات والأعمال الى عبادات كيف يتم ذلك ؟

النيات تحول العادات والأعمال الى عبادات فكل عمل لايلازمه نية داخليه صادقة فهو ليس بعبادة. في هذا المقال سنوضح كيف أن النيات تحول العادات والأعمال الى عبادات.

المقدمة

الأمور بالمقاصد (الأعمال بالنيات) أحد أهم قواعد الفقه الاسلامي الأساسية، والأمور بمعنى : الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالمكلف، وتشمل: العبادات والمعاملات، ومعنى هذه القاعدة: أن الأحكام الشرعية تتعلق بمقاصدها، من حيث الصحة والبطلان، أو النفوذ والاعتداد، فلا تصح العبادة إلا بالنية، ولا يؤخذ في كثير من الأحكام التكليفية بما يصدر عن النائم والناسي من الخطأ؛ لعدم القصد، إلا إذا كان الحكم من قبيل خطاب الوضع.

وتفيد هذه القاعدة: أن الأعمال مرتبطة بمقاصدها، وأن النية معيار لصحة الأعمال، ولا تصح العبادة إلا بها، والمكلف مأمور بإخلاص العمل لله وحده، وترك الرياء، وأن يكون عمله وفق ما أراد الله تعالى منه.

وتدخل في هذه القاعدة أبواب كثيرة من فروع الفقه ذكر الشافعي أنها تشمل سبعين بابا، وهي تركز على أحكام النية، والقصد لا بمعنى النية، بل بمعنى: المقرون بما يصدر عن الشخص، من حيث كونه عمدا أو خطأ، ومن حيث ترتب الأحكام مثل: النفوذ والاعتداد، والأخذ بظاهر الأمر، وتتفرع من هذه القاعدة قواعد من أبواب الفقه، وأحكام ومسائل تدخل فيها.

النيات تحول العادات والأعمال الى عبادات وضح كيف يتم ذلك ؟

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) حديث سمعناه كثيرا ولكن قليل منا من تفكر فيه حقا.

من يتأمل هذا الحديث ويفهمه جيدا يعلم انه بالنية قد تتحول حياته كلها إلى عبادة وطاعة. فهناك قاعدة تقول النية الصالحة تحول المباحات إلى طاعات ولكن كيف ؟؟

سنتحدث هنا عن مجموعة من الاعمال والعادات اليومية التي تجعل النية منهم عبادات وهي كالاتي :

أولا : النوم

مثلا أنا كل يوم أنام فلماذا لا ننام ويكون لنومنا هذا ثواب فمثلا أنام بنية الاستعانة على قيام الليل وبهذا إن لم أقم فتأخذ ثواب قيام الليل، أو بنية الاستعانة على التقوي على العمل و كسب الرزق أو الصلاة أو العمل أو الدراسة. وغيرها.

ثانيا : الدراسة

انا أدرس بنية أنه من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله به طريقا الى الجنة. وحتى أعز الإسلام بعلمي ويعرف العالم كله أن المسلمين مثقفين وليسوا متخلفين. حتى أكون قدوة لغيري بحيث أكون ملتزم ناجح فآخذ ثواب كل من يهتدي بسبي. وهكذا كل لحظة مذاكرة وكل نظرة في الكتب عليها ثواب.

ثالثا : عمل البيت

انا أنظف لأن النظافة من الإيمان. ولأن الإسلام أمرنا بالإحسان والاتقان في كل شيء. ولأن العمل عبادة.

رابعا : الاستحمام

انا أستحم لأن النظافة من الإيمان ولكي أذهب إلى العبادة بطاقة ونشاط.

خامسا : ممارسة الرياضة

أنا أمارس الرياضة لأني شاب وعندي طاقة فأفرغها في طاعة بدل من معصية.. ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وليعلم الجميع أن المسلمين أقوياء وأكون ملتزم ورياضي فأكون قدوة لغيري.

سادسا : الخروج أو الفسحة (المباحة طبعا)

انا أروح عن نفسي لأذهب الى العبادة والطاعة بنفس وطاقة ولكي أنشط نفسي لها ولكي لا تسأم نفسي من الطاعة.

سابعا : زيارة الأصدقاء

لأننا متحابين في الله. ولكي نتكلم ولو القليل عن أمورتنفعنا في ديننا ودنيانا ولكي نذكر بعضنا بربنا.

ثامنا : الجلوس على النت

لأن المسلم يجب أن يكون مثقفا ويواكب عصره. ولكي أستفيد شيئا ينفعني في أمور ديني أو دنياي أو أكون سبب في هداية أحد أو استفادة أحد.

تاسعا : تربية الأولاد

احتسب هذه التربية لوجه الله تعالى أن أربي أولادي ليكونوا سببا في عزة الإسلام، و أن أغرس فيهم حب الدين و حب خدمته الأصل في هذه القاعدة حديث النية وهو: «إنما الأعمال بالنيات»، كما أن الكلام في اصطلاح علماء اللغة هو: الألفاظ الموضوعة التي يقصد منها معنى  ولا عبرة شرعا بكلام النائم؛ لعدم القصد.

الخاتمة

في ديننا الإسلامي الحنيف لو قمت بفعل أي مباح من المباحات بغير نية التقرب إلى الله تعالى لم يكن لك على فعلها أجر، ولست كذلك آثمًا؛ إذ إنك قد فعلت ما يباح لك فعله، ولكن الأكمل أن تستحضر نية صالحة تثاب عليها، فإن العبد يثاب إذا نوى بفعل المباح ما يقرب إلى الله تعالى، كما قال معاذ -رضي الله عنه-: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي قال الشيخ /  ابن عثيمين -رحمه الله-: ينبغي لنا ألا ننوي بأكلنا وشربنا مجرد التشهي، أن ننوي به:

أولًا: امتثال أمر الله عز وجل، لأن الله أمرنا بالأكل والشرب

قال تعالى:

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} [الأعراف:31]

وقال تعالى:

{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} [البقرة:172].

ثانيًا: ننوي بذلك حفظ أبداننا؛ لأن بدنك أمانة عندك ائتمنك الله عليه – قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:6] هذه الأمانة الدينية، والأمانة البدنية الدنيوية كما قال الله سبحانه وتعالى : {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء:29] وقال تعالى :  {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195] ، إذًا فننوي بالأكل حفظ هذا البدن الذي جعله الله أمانة عندك، نقيه الشر في الدنيا والآخر.

ثالثًا: ننوي بذلك التنعم بنعم الله، التنعم بنعم الله قربة؟ نعم؛ لأنه يدل على قبولك لنعمة الله عليك، قبولك لمنة الله عليك، ومعلوم أن قبول ذي المنة اعتراف بفضله عز وجل، فأنت تعترف بفضل الله، وتتمتع بنعمه، ولهذا جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب أن تؤتى رخصه) ، إذًا ويحب أن يتبسط عباده بنعمه؛ لأن الكريم يحب أن ينتفع الناس بكرمه.

رابعًا: تنوي بذلك التقوِّي على الطاعة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (تسحروا فإن في السحور بركة). أمرنا بالسحور من أجل التقوِّي على الصيام، فأنت تنوي بأكلك وشربك التقوِّي على طاعة الله. إذًا انقلبت هذه النعمة التي يتمتع بها أكثر الناس تشهيًا انقلبت عبادة، فبإمكان الإنسان الموفق أن يقلب عاداته عبادات، والغافل تكون عباداته عادات، يروح يصلي على العادة، يتوضأ على العادة، يمكن لو عاش في بيئة أخرى غير مسلمة يمكن أن يمشي على ما هم عليه عادة، لكن الموفق يجعل من عاداته عبادات.

اقراء ايضا: ماهي الحوكمة الرشيدة وماهي صفاتها وفائدتها؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى