web analytics
حلول

أثر التدخين وتعاطي المخدرات على حياة الشباب

أثر التدخين وتعاطي المخدرات على حياة الشباب

المقدمة

يمكن أن يكون للتدخين وتعاطي المخدرات تأثير سلبي كبير على حياة الشباب ، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية والعلاقات والتعليم وفرص العمل والوضع القانوني. من المهم أن يدرك الشباب العواقب المحتملة للتدخين وتعاطي المخدرات وأن يتخذوا قرارات مستنيرة لتجنب هذه النتائج السلبية.

فالشباب في أي مجتمع من المجتمعات عنصر حيوي في جميع ميادين العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وهم المحرك الرئيس الفعال لأي إصلاح أو تغيير في المجتمعات ودوماً يشكلون الرقم الأصعب في أي توجهات وخطط ورؤى إصلاحية ونهضوية وأداة فاعلة ومهمة من أدوات التطور الحضاري للمجتمع، وهما الجسر الوصل بل همزة الوصل بين الماضي والمستقبل وهم عماد الحاضر وصناع المستقبل.

لذا تحرص الامم والمجتمعات على الاهتمام بهم وحمايتهم من خطر الانزلاق في متاهة الفوضى الحياتية والوقوع في براثين شبكات الضياع ودهاليزها ومن ثم التيه في متطلبات واغراءات الحياة ومتطلباتها. لذا فان الحديث عنهم هو حديث عن المستقبل

مشكلة البحث

هناك العديد من السلبيات التي شابت سلوك الشباب في المُجتمعات نتيجة التقليد الأعمى للعادات والتقاليد الغربية وتعد ظاهرة مشكلة التدخين وتعاطى المخدرات بأنواعها خاصة بين الشباب من المشكلات مشكلة عالمية لا تقتصر على بلد دون أخرى وخطورة تفشيها وانتشارها في أوساط المجتمع عامة والشباب خاصة يمثل تهديدا حقيقيا للمجتمع الدولي ولذلك فان مكافحتها والقضاء عليها يعد هدفا دوليا تعمل لأجله جميع دول العالم ومحاربتها تلقى تشجيعا وتعاونا دوليا على مختلف الأصعدة وبالأخص على صعيد تبادل الخبرات التربوية. والنفسية أو تقديم الدعم المباشر من المبادرات التي تطلقها الحكومات أو الجمعيات الأهلية في التعامل مع تلك الظاهرة والسعي للحد منها ومن خطورة انتشارها وتفشيها واثارها المدمرة للمجتمع.

 وضمن ما تقدم فإن الإشكالية التي يمكن أن يتطرق اليها الباحث كسؤال رئيسي هي

  • ما مدى تأثير التدخين وتعاطي المخدرات على حياة الشباب؟
  • وتتفرع من هذه الإشكالية الرئيسية مجموعة من الأسئلة الفرعية نوجزها فيما يلي:
  • ما هو أثر تعاطي المخدرات في حياة الشباب؟
  • ما هو أثر التدخين في حياة الشباب؟

فرضيات البحث

الفرضية الرئيسية

يؤثر التدخين وتعاطي المخدرات في حياة الشباب ويتفرع من هذه الفرضية الرئيسية فرضيتين فرعيتين

الفرضيات الفرعية:

1- يؤثر تعاطي المخدرات في حياة الشباب.

2- يؤثر التدخين في حياة الشباب.

أهداف البحث

  • مشكلة الادمان على التدخين والمخدرات وخطورتها على حياة الشباب
  • أثرها على مستقبلهم الحياتي والمهني والاسري
  • خطورة الادمان في التدمير الاسري
  • إثر الادمان على المجتمع في القضاء على اهم شريحة اجتماعية وعلى دورها في بناء الحاضر وصناعة المستقبل
  • معرفة موقف الاسلام من الادمان

أهمية البحث

1 – الأهمية العلمية:

تتمثل في اثراء المكتبة العلمية ومدها بمزيد من المعرفة من خلال ابراز الجانب السلبي للتدخين وتعاطي المخدرات في حياة الشباب.

2 – الأهمية العملية:

تتمثل في توفير أساس علمي واضح يعتمد عليه للحد من انتشار ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات بالإضافة الى الاستفادة من نتائج الدراسة في ترشيد التطبيق العملي.

منهجية البحث

لقد اعتمد الباحث في عمل هذا البحث بالمنهج الاكثر استخداما من قبل الأكاديميين والباحثين في المواضيع البحثية وخصوصا في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية.

حيث اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي وهذا اسلوب يتبعه كثير من الباحثين حيث بتم استخدام المنهج الوصفي وكذا المنهج التحليلي في مثل هكذا دراسات والحاث لذا يطلق عليه بالممنهج الوصفي التحليلي

مصادر الحصول على المعلومات

المصادر الأولية

هي بيانات غير مكتوبة أو منشورة، ويحصل عليها الباحث لأول مرة بعد تصور متعمق لما يحتاجه البحث من تلك البيانات، ومصدرها هو الدراسة الميدانية من خلال الملاحظة والاستقصاء والمقابلات الشخصية، ويرتبط تحديد هذه البيانات بمظاهر مشكلة البحث، وبأهداف البحث وفروضه

المصادر الثانوية

ويحصل عليها الباحث من المصادر المنشورة مثل الكتب والرسائل العلمية والدوريات، وهي تفيد الباحث في تحديد الإطار النظري لموضوع بحثه، ومن خلالها يتم تصور محتويات البحث من أبواب وفصول ومباحث البحث في أسباب انتشار ظاهرة الإدمان على التدخين وتعاطي المخدرات وسط الشباب

علميًا لا توجد أسباب أساسية قد تؤدي إلى الوقوع في فخ الإدمان، ولكن الأمر يبدأ بشكل اختياري بحت، وذلك ليهرب الإنسان من بعض المشكلات أو الأزمات التي يمر به. ولكن الأمر يزداد سوءًا شيئًا فشيئًا، لأن الهروب لا يؤدي إلى حل المشكلة، وبالتالي يظل الهروب هو الحل الأول والأخير للمريض، ويستمر الأمر حتى يجد الإنسان نفسه في دائرة مغلقة من الإدمان.

الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان

  • العنف الأسري لجوء بعض الآباء إلى القسوة والعُنف والشدة في تربية الأبناء، بدلا عن منحهم الود والحب ويجدون القسوة والشدة والحرمان ما يدفع الشباب إلى البحث عنه، لدى الاخر.
  • بعض العوامل وراثية او السلوك الاسري داخل الاسرة من رب الاسرة او الشخص النموذج والقدوة في لبيت
  • الاصابة بالأمراض النفسية.
  • التعرض لمشاكل وضغوطات العمل المختلفة كالبطالة او الفقر.

أسباب أخرى تؤدي إلى الإدمان

  • والامر لا يتوقف عند هذا الحد فالمشكلة تكمن من إنَّ هناك أسبابًا وعوامل أخرى عديدة هي من تؤدي بالشباب إلى الانحراف والإدمان والتقليد الأعمى ومنها على سبيل المثال:
  • انشغال الوالدين أو أحدهما عن الأبناء لظروف العمل المستمر، أو السفر، او أمور أخرى مثل كبر السن وعدم المقدرة او السيطرة على الأولاد او إصابة الوالدين بأمراض مزمنة تمنعهم من المتابعة والتحكم بالأبناء فلا رقابة عليهم ومن ثم يفعلون ويمارسون كلَّ ما هو متوقع، وما ليس متوقع.
  • لجوء بعض الآباء إلى القسوة والعُنف والشدة في تربية الأبناء، بدلا عن منحهم الود والحب ويجدون القسوة والشدة والحرمان ما يدفع الشباب إلى البحث عنه، لدى الاخر.
  • عدم تشجيع الوالدين لأبنائهما واستخدم أساليب التحقير والتقليل من اهميتهم الاجتماعية ودرهم بالمجتمع قد يكون سببًا في الانحراف
  • وقت الفراغ الذي يعاني منه معظم الشباب وهو ما يؤدي إلى شرب السجائر والمخدرات.
  • عدم إدراك الشخص لما تحتويه هذه المواد الضارة من عناصر تذهب بصحة الجسم.
  • رفقاء السوء يعتبروا من أكثر أسباب الإدمان ومجالستهم تؤدي إلى تعاطي المخدرات.
  • وجود المشاكل الأسرية أو التشتت الأسري، وعدم وجود فرصة للحوار بين أفراد الأسرة الواحدة..

 اما الوصول لمرحلة الإدمان يأتي بسبب تعرض الدماغ لبعض التغيرات المتعقلة بما يُعرف بنظام المكافأة الأمر الذي يؤدي إلى عدم القدرة في التحكم في سلوكيات الفرد ومن ثم لا بد من المشاركة المعنوية، والاهتمام بالأبناء، وعدم اللجوء إلى العنف؛ حتَّى لا ينزلق الشباب في دائرة الانحراف لإنَّ الشباب يلجأ دائمًا إلى الحماية، ويبحث عن الاخر أي الشخص او الرفيق والصديق والصدر الحنون الذي يتلقَّاه، ويعيش آلامه وأحزانه ومَشاكله، وإلى من يستمع إليه، ويُشاركه في الهروب من واقعه، إذا كان بالفعل يعيش بعضَ المشاكل في محيط أسرته، أو مدرسته، أو في الجامعة، أو في العمل.

فالشباب يبحث عن الحب والتفاهُم، ويسعى للحصول على ما افتقدوه في محيط أسرتهم، ومن ثم ينبغي على الوالدين أنْ يعاملا أبناءهما بكل ودٍّ وحب، فالحب خير وقاية للشباب من الدخول في دائرة الانحراف والإدمان.

الآثار السلبية او السيئة والمضاعفات الجسميَّة والنفسية والعصبية للادمان

معلوما ان إدمان تعاطي المخدرات يؤدي لحدوث أضرار بالغة على الصحة العامة للإنسان وخاصة قواه العقلية، حيث تحول المخدرات المدمن لشخص يصبح عبئاً على نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع ككل، وسوف نتناول أهم آثار تعاطي المخدرات والتدخين على الإنسان والمجتمع كما يلي:

أ- آثار المخدرات على الإنسان

من أهم آثار المخدرات هو ما ينتج عنها من غياب للعقل واضطراب الإدراك الحسي، وانخفاض المستوى الذهني والكفاءة العقلية، ووفقا لدراسات علمية يؤدي إدمان المخدرات إلى :

  • حدوث التهابات في خلايا المخ وتآكلها، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، والهلوسة السمعية والبصرية والعقلية في أحيان كثيرة.
  • حدوث اضطرابات شديدة في القلب ينتج عنها تعرض المدمن لذبحة صدرية وانفجار في شرايين القلب.
  • يؤدي تعاطي المخدرات أيضًا إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وتليف في الكبد.
  • كما يسبب تعاطي المخدرات حدوث التهاب المعدة المزمن، كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها.
  • من آثار المخدرات كذلك أن يتحول المدمن لشخص عدواني لديه رغبة شديدة في الحصول على جرعة المخدر أو المال اللازم لشرائها مهما تكلف الأمر.
  • من آثار الإدمان النفسية أن يصاب المدمن بالاكتئاب أو ما يعرف بسوداوية الفكر، كما أنه يكون دائم القلق والتوتر والخوف من أبسط الأشياء.

ب- آثار المخدرات على المجتمع

  • التفكك الاسري يعد من أخطر آثار المخدرات حيث تكثر الخلافات الأسرية بسبب كثرة المتطلبات المالية للمدمن كي يحصل على كفايته من المواد المخدرة وبسبب عدم استقراره فكريا وذهنيا وما يصابه به من حالة التوتر والقلق والاضطراب النفسي مما يجعله في حالة خارجة عن الوعي بصورة شبة كاملة.
  • استنزافه الغير متوقف لكثير من الأموال واهدارها على شراء المخدرات مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للأسرة بل في كثير من الحلات أنهكت اقتصاديا ودمرت حسب ما تناولته مصادر إعلامية متعددة
  • الحالة التي يسببها الإدمان تجعل الشخص المدمن يقوم بالإقدام على أفعال مشينة، كالاعتداءات الجنسية على أفراد أسرته بسبب غياب عقله.
  • من الآثار المدمرة أسريًا استمرار الخلافات الزوجية الحادة ما يسفر عنه وقوع الطلاق بين الزوجين بسبب إدمان أحدهما للمخدرات، أو بسبب الخلافات التي تحدث بينهما حال اكتشاف وقوع أحد أبنائهما في فخ الإدمان.
  • تعاطي المخدرات يعد أحد عوامل انتشار الجرائم في المجتمعات، (حيث بينت دراسة قام بها المعهد الوطني الأمريكي لدراسة الإدمان أن 70% من السجناء بالولايات المتحدة الأمريكية قد قاموا بتعاطي المخدرات بشكل منتظم قبل سجنهم، وأن 1 من أصل 4 سجناء من مرتكبي جرائم عنف ارتكبوا جرائمهم تحت تأثير المخدرات.)
  • ان كثرة حوادث السرقة والقتل تكون بسبب لجو المدمن إلى السرقة وربما القتل في بعض الأحيانً حينما يفتقر إلى المال اللازم لشراء حاجته من المخدرات.
  • يؤدي تعاطي المخدرات والإدمان عليها الى انعزال الشباب عن اهلهم و عن بقية رفاقهم الا الذين يتعاطون المخدرات أمثالهم و هذا ما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية مع ذويهم و باقي أقاربهم

مخاطر الإدمان على المجتمع

معلوما ان الإدمان حالة هيستيرية تدخل في جسم الإنسان وتصر على أن لا تخرج منه إلا وهو شخص مدمر وتصل به إلى الوفاة والانتحار في بعض الاحيان لأنها تجعله يعيش نصف حياة او لا يعيش حياة سوية مستقيمة بل يجد الصعوبات والمتاعب في حياته وتسيطر على عقله ونفسه.

وينجم عن تعاطي المخدرات مخاطر مجتمعية تتسبب في تدمير المجتمعات وذلك من خلال:

  • تعمل المخدرات على تقليل القدرة الجسدية للفرد، مما يترتب عليه عدم قدرتهم على العمل، وبذلك يقف عجلة الإنتاج في المجتمع.
  • تدمير طاقات الشباب الإبداعية، مما يعمل على توقف نمو المجتمع وتطوره، وتقدمه في أي مستوى من مستويات الحياة.
  • إهدار موارد الدولة وأموالها، لتوجيهها إلى القضاء على المخدرات وعلاج أفرادها من المدمنين. – انتشار الجرائم بشكل كبير، حيث يتسم المدمن بالتدني الأخلاقي، ورغبته في الحصول على المال بأي طريقة كانت، فتنتشر السرقات وجرائم القتل والاغتصاب
  • ان تعاطي ابناء المجتمع للمخدرات يؤدي الى زيادة الفقر في هذه المجتمعات اضافة الى الأثر السلبي الكبير على الصحة و الأمن و الاقتصاد فمثلا كلفة علاج و اعادة تأهيل المدمن مرتفعة جدا اضافة الى فقدان الشخص لعمله و ضعف الإنتاجية.

مخاطر التدخين والمخدرات

  • تعمل المخدرات والتدخين على سرعة ضربات القلب وخفض معدل ضغط الدم. فقدان الشهية مع وجود سوء في الهضم وحدوث قرحة في المعدة.
  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وفقدان الذاكرة. وجود ضعف عام في النشاط وحيوية الجسم.
  • التأثير في الجهاز التنفسي بشكل كبير تعاطي هذه المخدرات. ارتعاش في الجسم مع الشعور بالدوخة وسخونة في الراس وبرودة في الأطراف.
  • تؤثر المخدرات على القدرة على الانتباه، وهذه يعتمد على نوع المخدر وعلى الكمية المتعاطية منه.
  • الغثيان واحمرار العينين.
  • تعاطي المخدرات. والمخدرات بكل أنواعها مع مرور الوقت والاستمرار في تعاطيها يصبح الشخص غير قادر على الابتعاد عنها ويزيد من استخدامها.
  • تؤدي المخدرات بأنواعها إلى وجود ضعف عام في الجهاز المناعي في الجسم. الإصابة بالعجز الجنسي لدى الرجال بالإضافة إلى وجود بعض المشاكل الجنسية الأخر

حكم تعاطي المخدرات في الدين الإسلامي

 يقول الله تعالى في كتابه العزيز “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً”، وهنا يحذر الله عز وجل من قتل النفس، لأن الله رحيم بعباده، والمخدرات صورة من صور قتل النفس التي حرم الله. كمل نهي النبي عن شرب الخمر والمسكرات بصورة عامة حيث يقول “كل مسكر حرام”. والإنسان سوف يحاسب عن عمره وماله وعلمه وجسده ماذا فعل بهم، والمخدرات تعمل على تدمير كل هذه النعم التي أعطانا الله إياها، مما يعرض الإنسان للعقاب في الدنيا والآخرة. كما أن هذه المواد المخدرة هي رجس من أعمال الشياطين، وقد نهانا الله عز وجل عن القرب منها أو تناولها، وجعل من يبيع المخدرات ومن يشتريها ومن يوصلها، ملعون وخارج عن رحمة الله.

الخاتمة

من خلال استقراؤنا للتجارب الشبابية تبين ان هناك مجموعة من العوامل التي تدفع الشباب إلى الابتعاد والامتناع عن إدمان المخدرات خاصة عندما يكون هذا الشاب على قدر كبير من الوعي وكاف من الثقافة والوازع العقائدي و الديني فانه يرفض الإدمان شكلا وموضوعا. بل ويرفض الأسباب المحفزة والتي تقف واراءه متشبعا بثقافته الفكرية والدينية.

اقراء ايضا: حل واجب بحث عن التخطيط في ضل رؤية السعودية 2030 – جامعة الجوف

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى